وقول مالك من أنبل جواب وقع في هذه المسألة وأشده استيعاباً؛ لأن فيه نبذ التكييف وإثبات الاستواء المعقول، وقد ائتم أهل العلم بقوله واستجودوه واستحسنوه. (١)
*وقول الإمام مالك:" الاستواءُ غير مَجْهُولِ.. ":
أي أنه معلوم في لغة العرب التي نزل بها القرآن، فقد ذُكر الاستواء في حق الله -تعالى- متعدياً بـ "على": وهذا في لغة العرب معناه:
«العلو» و «الارتفاع» و «الاستقرار» و «الصعود»
فالاستواء معلوم في اللغة، وهو العلو والارتفاع على الشيء والاستقرار والتمكن فيه، كما نص عليه جميع أهل اللغة وأهل التفسير المقبول. (٢)
فكما سبق وذكرنا أن رؤية الشيء فرع على العلم بكيفيته، ونحن ما رأينا كيفية صفة الاستواء، لذا فالخوض في كيفيتها من القول على الله -تعالى- بغير علم.
قال القرطبي:
ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، وخُص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء؛ فإنه لا تعلم حقيقته. (٤)
* المخالفون لأهل السنة في صفة الاستواء:
وهم المحرِّفة الذين بدَّلوا الكَلِم عن
(١) مجموع الفتاوى (٥/ ٥٢٠) (٢) وانظرالتمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (٣/ ٣٤٠) ومختصرالصواعق المرسلة (ص/٣٦٦) (٣) ذكره الذهبي في " الأربعون في صفات رب العالمين" (ص/٣٦)، وانظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٢/ ٤٠) (٤) الجامع لأحكام القرآن (٧/ ١٤٠)