*وجواب ذلك على تفصيل: أن الرياء باعتبار تعلّقه بذات العمل ينقسم إلى:
أولاً: الرياء بالأصول:
ويقصد به أن صاحبه يرائي بأصل كلمة التوحيد والشهادة، فيظهر الإيمان ويبطن الكفر، ولا شك أن هذا من النفاق الأكبر المخرج من الملة، وذلك لأن الرياء إذا كان في الإيمان فهو النفاق الأكبر المخرج من الملة.
يكثر نفاق من ينسل من الدين باطناً، فهؤلاء من المنافقين المرائين المخلَّدين في النار، وليس وراء هذا الرياء رياء، وحال هؤلاء أشد من حال الكفار المجاهرين؛ لأنهم جمعوا بين كفر الباطن ونفاق الظاهر. (٢)
ولما ذكر ابن القيم نوعي الشرك قال:
فأما نجاسة الشرك فهى نوعان: نجاسة مغلظة، ونجاسة مخففة، فالمغلظة: الشرك الأكبر الذى لا يغفره الله عز وجل، فإن الله لا يغفر أن يشرك به. والمخففة: الشرك الأصغر، كيسير الرياء، ... (٣)
فدل ذلك على أن الرياء منه اليسير، وهو ما كان متلبَّساً بطاعات الجوارح،
(١) منة المنعم في شرح صحيح مسلم (٤/ ٤٠٣) (٢) منهاج القاصدين (ص/٨٦٢) (٣) إغاثة اللهفان (١/ ٥٩)