وهؤلاء يقولون: إن الظلم مقدور لله تعالى، ولكنه تعالى منزَّه عنه، وهذا حق، ولكنَّ هذا قد جرَّهم إلى القول بالقدر، فهم قدرية نفاة لخلق الله -تعالى- لأفعال العباد، فالله -تعالى- لما كان عدلاً لا يظلم أحداً فقد اقتضى ذلك -عندهم -ألا يكون خالقاً لأفعال العباد؛ لأنه لو كان خالقاً لها ثم عاقبهم عليها لكان ظالماً. (١)
والعدل عند المعتزلة أحد الأصول الخمسة التى بنوا عليهم مذهبهم، وتعرفيه عندهم كما سبق ذكره هو القول بالقدر.
٣ - قول أهل السنة:
قالوا: الظلم وضع الشيء في غير موضعه وهذا معناه في اللغة، فالظلم الذي حرمه الله - تعالى - على نفسه هو أنه سبحانه لا يحمل المرء سيئات لم يفعلها، ولا يعذِّب المرء إلا بما كسبت يداه، كما قال تعالى
(١) وقد نص القاضي عبد الجبار المعتزلى على مستند المعتزلة فى نفيهم لخلق أفعال العباد، فذكر وجوهاً تزيد عن الخمسين، ومن أراد الوقوف عليها فليراجع كتابه "المغنى في أبواب التوحيد والعدل " (٨/ ١٨٠ - ٢٢٠) = =فكان مما ذكر: " وكان مما ذكر: كيف يستقيم الحكم على قولكم بأن الله يعذب المكلفين على ذنوبهم، وهو خلقها فيهم؟ فأين العدل في تعذيبهم على ما هو خالقه فيهم؟! وانظر شرح الطحاوية (ص/٤٩٧) والمعتزلةو أصولهم الخمسة (ص/١٧٩) (٢) أخرجه أحمد (٦٩٩٤) والترمذي (٢٦٣٩) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.