قد نقل عن الإمام أحمد بن حنبل قوله بالتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال في منسكه الذي رواه عنه المروزي ما نصه:
وسل الله حاجتك متوسلاً إليه بنبيه- صلى الله عليه وسلم- تُقْضَ من الله عز وجل. (١)
وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وأفاض في توجيه هذا الكلام، وحمل التوسل الذي يجيزه الإمام أحمد على الإقسام على الله - تعالى - بذات النبي صلى الله عليه وسلم. (٢)
تم بحمد الله.
(١) وذكر معناه برهان الدين بن مفلح في المبدع (٢/ ٢٠٤) وقريب منه ما في الإقناع للحجاوي (١/ ٢٠٨) والفروع لشمس الدين ابن مفلح (٢/ ١٥٩) وغيرهم. (٢) وهذا الذى رجحه شيخ الإسلام إنما هو باعتبار أن الإمام أحمد قد ورد عنه في الإقسام على الله - تعالى - بالنبي صلى الله عليه وسلم روايتان: رواية بالمنع، وهي الموافقة لمذهب الجمهور. ورواية بالجواز، وهي المخالفة لمذهب الجمهور. وعلى رواية الجواز حمل شيخ الإسلام قوله بجواز التوسل إلى الله - تعالى بنبيه - صلى الله عليه وآله وسلم. . قد استفاض شيخ الإسلام في مناقشة تلك الرواية القائلة بجواز الإقسام، وبين أنها على خلاف الحق، وأن الأدلة الشرعية قاضية بالمنع، وأن الصحابة -رضى الله عنهم- لم تكن تعرفه، ونقل عن أهل العلم تحريم هذا الصنيع، الذى هو" القسم على الله بمخلوق ". وانظر الرد على الأخنائي (ص ١٦٨) وقاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص/١٢٢)