لو لم تكن الفطرة هي الإسلام لما سأل الصحابة - رضي الله عنهم- عقب ذلك عمَّن يموت من أطفال المشركين، لأنهم عرفوا أن الكبار منهم قد تغيرت فطرهم فلا إشكال فيه، فأشكل عليهم الصغار الذين ما زالوا على الفطرة هل لهم حكم أبويهم، أم يحكم لهم بالإسلام بناءً على فطرتهم؟
حيث جعلت الآية الفطرة بدلاً عن الدين، وهذا من بدل المطابقة، فدل ذلك على أن المراد بالفطرة التى فطر الله -تعالى - الناس عليها إنما هى دين الله عزوجل.
فإن الله -تبارك وتعالى- خلق العبد مجبولًا بفطرته على معرفة الله وتوحيده، فالمرء يُولد على محبَّته لفاطره، وإقراره له بالربوبية، يُولد مجبولاً على الفطرة السليمة، التى هي دين الإسلام.
قال البخاري: بَابُ {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ}[الروم: ٣٠] أي: لِدِينِ اللَّهِ، وَالفِطْرَةُ الإِسْلَامُ، ثم ذكر حديث الباب.
(١) أخرجه مسلم (٢٦٥٨) (٢) وهذا اختيار أبي هريرة -رضى الله عنه- ومجاهد وسعيد بن جبير والزهري وعكرمة ومجاهد والحسن وإبراهيم والضحاك وقتادة وابن القيم. وانظرالتمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (٧/ ٢٤٤) ودرء تعارض العقل والنقل (٤/ ٣٩٤)