"وفي قوله «أسعد الناس بشفاعتي: من قال: لا إله إلا الله» سرٌّ من أسرار التوحيد، وهو أنّ الشفاعة إنما تُنالُ بتجريد التوحيد، فمَن كان أكملَ توحيداً كان أَحْرَى بالشفاعة، لا أنّها تُنال بالشِّرْك بالشَّفيع-كما عليه أكثرُ المشركينَ-، وباللهِ التوفيقُ". (٢)
(١) أخرجه البخاري (٩٩). (٢) عون المعبود (١٠/ ٢٥٩). (٣) أخرجه أحمد (١٩٧٣٥)، وسنده صحيح. (٤) متفق عليه. (٥) أخرجه مسلم (١٣٧٨). قوله "لأْوائها": قال أهل اللغة: اللأواء: الشِّدّة والجُوع. قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "شفيعاً أو شهيداً": "أو" بمعنى الواو، أو للتقسيم، أيْ: شفيعاً للعصاة منهم، وشهيداً للطائعين. قال القاضي عياض: "إنّ هذا الحديث رواه جابر وسعد وابن عمر وأبو سعيد وأبو هريرة وأسماء بنت عُمَيس وصفيّة بنت أبي عبيد -رضي الله عنهم- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ، ويَبعُد اتفاقُ جميعِهم أو رُواتِهم على الشك وتطابُقُهم فيه على صيغة واحدة، بَلِ الأظهرُ: أنّه قاله -صلى الله عليه وسلم- هكذا". وانظر شرح النووي على صحيح مسلم (٩/ ١٣٧).