العبَّاس يحدِّث عن عمرَ: أنَّه انكَسَرت قَلوصٌ (١) من الصَّدقة، فأَمَر بها عمرُ، فنُحِرَت، ثم جُفِّنت للناس، فأكلوا منها. فقال العبَّاس: يا أميرَ المؤمنين، لو كنتَ تفعلُ بنا هذا كلَّ يوم ... ، فذَكَر نحو ما تقدَّم.
حديث آخر
(٩٣٠) قال عبد الله بن المبارك (٢): ثنا إسماعيل بن عيَّاش، حدثني يحيى الطَّويل، عن نافع، عن ابن عمرَ قال: بَلَغ عمرُ أنَّ يزيدَ بن أبي سفيان يأكلُ ألوانَ الطعام، فقال: أولى له! وقال ليَرْفَأ: إذا عَلِمتَ أنَّه قد حَضَر عشاؤه فأَعلِمنِي. فأَعلَمَه، فأتاه، فجاء ثريدٌ ولحمٌ، فأكل عمرُ معه، ثم قرِّب شواءٌ، فكَفَّ عمر، فقال: عمَّه؟ فقال: اللهَ يا يزيد، طعامٌ بعد طعامٍ! والذي نفسي بيده، لئن خالفتُم سنَّتَه، لَيُخالفنَّ بكم عن طريقه.
يحيى الطَّويل: لا أعرفه (٣)، وأظنُّ هذا كان لمَّا قَدِمَ عمرُ الشَّامَ، والله أعلم، فإنَّ يزيد بن أبي سفيان كان أحدَ أمراء الأجناد بالشَّام رضي الله عنه.
(١) القَلوص: النَّاقة الشَّابَّة، أو الباقية على السَّير. «القاموس» (ص ٦٢٨ - مادة قلص). (٢) في «الزهد والرقائق» (ص ٢٠٣ رقم ٥٧٨). ومن طريقه: أخرجه عمر بن شبَّة في «تاريخ المدينة» (٣/ ٨٢١). وأخرجه -أيضًا- ابن أبي الدُّنيا في «إصلاح المال» (ص ٣١٧ - ٣١٨ رقم ٣٦٧) من طريق أسد بن موسى، عن إسماعيل بن عياش، به. (٣) ذَكَره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٩/ ٢٠٠ رقم ٨٣٦) وابن حبان في «الثقات» (٧/ ٦٠٦) وقالا: روى عن نافع، روى عنه إسماعيل بن عيَّاش. والحديث قال عنه ابن صاعد -راوية كتاب «الزهد» لابن المبارك-: هذا حديث غريب، ما جاء بهذا الإسناد أحدٌ إلا ابن المبارك. وقال الحافظ في «الإصابة» (١٠/ ٣٤٩): وإسماعيل ضعيف في غير أهل الشَّام.