وقال الذهبي في " الكاشف "(٢٢٦٨): «وثّق»(١) وقال في " المغني "، له (٢٧٥٩): «قويُّ الأمر»، وذكره ابن شاهين في " تاريخ أسماء الثقات "(٥٣٤) وقال: «كان رجل صدق»(٢).
وبعد هذه الترجمة يتبين أنَّه لم يُؤْثَر توثيقهُ عن أحد من الأعلام سوى ما ذكره ابن حبان في " ثقاته "، وهذا لا يعوّل عليه، وأما بقية أقوال أهل العلم فإنَّها متأرجحة بين مضعِّف كما هو عند أبي حاتم، وموثِّق كما عند ابن حبان والذهبي، ولا شك في رجحان المجرِّح على اعتبار أنَّه جرح مفسَّر، فسره أبو حاتم، والقاعدة تقول:«الجرح المفسَّر مقدمٌ على التعديل». بانَ الآن ضعف هذا الطريق.
فأخرجه: عبد الله بن أحمد في " زياداته " على " مسند أبيه " ١/ ١٣٢، والطبراني في " الأوسط "(٧٩٧٣) كلتا الطبعتين من طريق محمد بن بكار، عن أبي وكيع الجراح بن مليح، عن أبي إسحاق الهمداني، عن هبيرة بن يريم، عن عليِّ بن أبي طالب، قال: أَمرنا رسولُ اللهِ ﷺ أنْ نستشرفَ العينَ والأذنَ فصاعداً.
قال الطبراني:«لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن هبيرة إلا أبو وكيع، تفرد به: محمد بن بكار. ورواه الناس: عن أبي إسحاق، عن شريح
ابن النعمان».
وهذا الإسناد فيه ما فيه فإنَّه طريق الجراح، والذي وافقه فيه الجراح بن الضحاك وقيس بن الربيع، ونظرة فاحصة للإسنادين تبين أنَّ محمد بن بكار جعله عن أبي إسحاق، عن هبيرة، والصواب: أبو إسحاق، عن سعيد بن أشوع، كما مر في الطرق المتقدمة.
(١) ومعلوم لدى التحقيق أنَّ الذهبي إذا قال هذه اللفظة فهو يقصد توثيق ابن حبان. (٢) ولخص ابن حجر القول فيه فقال في " التقريب " (٢٧٧٧): «صدوق».