للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الإسناد حسنٌ إلا أنَّ عمارة خالف أصحاب أبي صالح الذين لم يقل أحد منهم مثل ما قال عمارة، وقد تقدم بيان رواياتهم.

وقد ذكر ابن منده الحديث في " الإيمان " (١٤٧) مُعلَّقاً عن ابن

عبد الحكم، عن بكر بن مضر، عن عمارة، عن سهيل، عن أبي هريرة.

وهذا الإسناد ليس بقائم فهو مُعلَّق وزاد فيه ابن عبد الحكم سهيلاً، وأسقط أبا صالح وخالف أحمد والترمذي في ذلك، ويكفي بطريق ابن

عبد الحكم ضعفاً أنَّه خالف به الإمام أحمد والترمذي.

قال ابن منده عقبه: «وسهيل سمعه من عبد الله بن دينار، عن أبي

صالح»، والله أعلم.

وانظر: " تحفة الأشراف " ٩/ ٢١٤ - ٢١٥ (١٢٨١٦) و ٩/ ٢٢٩

(١٢٨٥٤)، و" إتحاف المهرة " ١٤/ ٥٣٦ (١٨١٦٩)، و" أطراف المسند " ٧/ ١٩٢ (٩١٩١).

ومما زاده الثقة فأخطأ فيه ما روى إبراهيم بن أبي حرَّة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنَّ النَّبيَّ قال: «وخمروا وجهَهُ ولا تُخمروا رأسَهُ ولا تُمسُّوهُ طيباً؛ فإنَّهُ يُبعثُ يومَ القيامةِ مُلبياً».

أخرجه: الشافعي في " المسند " (٥٦٨) بتحقيقي وفي " الأم "، له ١/ ٢٧٠ وفي ط. الوفاء ٢/ ٦٠٥، ومن طريقه الطحاوي في " شرح مشكل الآثار " (٢٥٤) وفي (تحفة الأخيار) (١١٥٥)، والحميدي (٤٦٧)، وأحمد ١/ ٢٢١، وأبو عوانة ٢/ ٢٦٩ (٣٠٩٥)، والبيهقي ٣/ ٣٩٣ و ٥/ ٥٤ من طريق إبراهيم بن أبي حرة، به (١).

قال البيهقي: «ذكر الوجه غريب فيه، ولعله وهم من بعض رواته» (٢)، وقال ابن الملقن في " البدر المنير " ٥/ ٢١٠: «وذكر الوجه فيه غريب».


(١) رواية أحمد، مقتصرة على قوله: «ولا تقربوه طيباً» وكأنه عدل عن تمام المتن لما فيه من زيادة شاذة.
(٢) " التلخيص الحبير " ٢/ ٢٥٣ (٧٤٤)، وانظر: " السنن الكبرى " ٣/ ٢٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>