" لما سبق أن لفظ المثل: استعارة للحال والقصة العجيبة الشأن، ولا يخفى أن ما يصيبهم مثل حالهم وشبهه، لا نفسه، ففي الكلام حذف مضاف."(١) أهـ
قال (ز):
" ولما يأتكم مثل حالهم ومحنتهم."(٢) أهـ
وفيه:" المثل ": عبارة عن حالة غريبة، أو قصة عجيبة لها شأن. ومنه:{وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى}(٣) أي: الصفة التي لها شأن عظيم." (٤) أهـ
(وهو) أي: إتيان مثل حالهم، متوقع كما تفيده:{لَمَّا}. (٥)
وعبارة (ق):
" وأصل (لَمَّا): (لَم)، [ثم زيد](٦) عليها (ما)، وفيها توقع؛ ولذلك جعل مقابل (قد)." (٧) أهـ
قال السيوطي:
" وكون (لما) النافية مركبة، أحد قولين فيها (٨)، وهي نظيرة (قد) في أن الفعل المذكور بعدها متوقع، أي: منتظر الوقوع، والمنتظر في (لما) أيضا هو الفعل، لا نفيه." (٩) أهـ
(١) مخطوط حاشية السيالكوتي على البيضاوي لوحة (٣٤٤ / ب). وينظر: البحر المحيط (٢/ ٣٧٣)، الدر المصون (٢/ ٣٨١)، روح المعاني (١/ ٤٩٩). وقال الإمام الرازي في " مفاتيح الغيب " (٦/ ٣٧٩): " وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الْكَلَامِ حَذْفًا تَقْدِيرُهُ: مَثَلُ مِحْنَةِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ." (٢) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٥١٢). (٣) سورة: النحل، الآية: ٦٠. (٤) حاشية زادة على البيضاوي (٢/ ٥١٢). وينظر: مفاتيح الغيب (٦/ ٣٧٨). (٥) ينظر: مفاتيح الغيب (٦/ ٣٧٨)، الدر المصون (٢/ ٣٨١). (٦) في ب: أزيد. (٧) تفسير البيضاوي (١/ ١٣٥). (٨) اختلف في (لما)، فقيل: مركبة من (لَمْ) الجازمة، و (مَا) الزَّائِدَة، فأُدغمت ميمُ (لَمْ) في ميم (ما). ووجه الزّيادة: أنّهم لَمّا زادوا حرفًا في الإثبات وهو (قَدْ)، زادوا حَرْفًا في النّفي وهو (ما). وهذا هو مذهب الجمهور. وقيل: بسيطة. ينظر: اللمحة في شرح الملحة (٢/ ٨٥١)، توضيح المقاصد (٣/ ١٢٧٤)، شرح شذور الذهب للجوجري (٢/ ٥٩٥)، همع الهوامع (٢/ ٥٤٣). (٩) حاشية السيوطي على البيضاوي (٢/ ٤٠٧) بتصرف. وينظر: مفاتيح الغيب (٦/ ٣٧٨)، روح المعاني (١/ ٤٩٩).