كلهم قدموا عثمان، فبايعه لا عن رغبة أعطاهم إياها، ولا عن رهبة أخافهم بها".
وقال ابن تيمية: "لم يصر عثمان باختيار بعضهم، بل لمبايعة الناس له، وجميع المسلمين بايعوا عثمان بن عفان، لم يتخلف عن بيعته أحد" (١).
وقال الإمام أحمد: "ما كان من القوم من بيعة عثمان كانت بإجماعهم" (٢).
وأما علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، فمبايعته لم تكن تحت رهبة قط، ولا قامت تحت ظلال السيوف كما يزعم المؤلف، بل "إن المهاجرين والأنصار اجتمعوا بعد مقتل عثمان - رضي الله عنه -، وأتوا علياً، وقالوا: يا أبا حسن! هلمَّ نبايعك، فقال: لا حاجة لي في أمركم، أنا معكم، فمن اخترتم، فقد رضيت به، فاختاروا، فقالوا: والله! ما نختار غيرك. ثم اختلفوا إليه مراراً، ثم أتوه في آخر ذلك فقالوا له: إنه لا يصلح الناس إلا بإمرة، وقد طال الأمر (٣)".
وفي رواية أخرى: "أنه قال لهم: لا تفعلوا؛ فإني كون وزيراً خير من أن أكون أميراً. فقالوا: لا والله! ما نحن بفاعلين حتى نبايعك، قال: ففي المسجد فإن بيعتي لا تكون خفياً، ولا تكون إلا عن رضا المسلمين، وقال عبد الله بن عباس (٤): فلقد كرهت أن يأتي المسجد مخافةَ أن يشغب
(١) "منهاج السنة" لابن تيمية (ج ١ ص ١٤٣). (٢) "منهاج السنة" (ج ١ ص ١٤٣). (٣) "تاريخ ابن جرير الطبري" (ج هـ ص ١٥٢). (٤) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب (٣ ق. هـ - ٦٨ هـ = ٦١٩ - ٦٨٧ م) الصحابي الجليل، وله في "الصحيحين" وغيرهما ١٦٦٠ حديثاً، ولد بمكة المكرمة، وتوفي بالطائف.