كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

قافية الظاء - بين الشفقة والشوق - ج: 7/ 2 - ص: 130

وكأَنَّ دَرْسَ الْفِقْهِ مَجْلِسُ مالِكٍ ... وكَأَنَّما دَرْسُ الْبَيانِ عُكاظُ (١)

وَيغوصُ في دَرْسِ الحَديثِ على حُلًى ... غَفَلَتْ عَنِ اسْتِنْباطِها الحُفاظُ (٢)

وإذا تَسَنَّمَ لِلْخَطابَةِ مِنْبَراً ... لانَتْ قُلوبٌ كالصُّخور غلاظُ (٣)

رُحْمى له قد كانَ لي مِنْ عَطْفِهِ ... وَجَنى قَريحَتِهِ اللَّذيذِ حِظاظُ (٤)

[بين الشفقة والشوق]

" قالها عند زيارة بعض الأصدقاء في تونس".

وأَديبٍ أَيْقَظْتُهُ مِنْ رُقادٍ ... لِنَصيدَ الإيناسَ مِنْ أَلْفاظِهِ

طابَ في جَفْنِهِ النُّعاسُ وَظنَّتْ ... رُفْقَةٌ أَنْ تَهيجَ نارُ اغْتِياظِه (٥)

وَصحا باسِماً وَحيَّا فَأَبْصَرْ ... نا سَنا الْبِشْرِ جالَ في أَلْحاظِهِ

نَحنُ نهوى لَهُ الهَناءَةَ لَكِنْ ... حَرُّ شَوْقٍ دَعا إلى إيقاظِه

---

(١) مالك: (٩٣ - ١٧٩ هـ) الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأربعة، وإليه تنسب المالكية، ولد وتوفي بالمدينة المنورة، له كتاب "الموطأ"، ومؤلفات أخرى.
(٢) غاص على المعاني: بلغ أقصاها حتى استخرج ما بَعُدَ منها. استنبط: استخرج.
(٣) تسنم: علا. المنبر: كان الأستاذ بو حاجب خطيباً بجامع "سبحان الله" في مدينة تونس.
(٤) حِظاظ: جمع حظ، وهو النصيب والجَذ.
(٥) الرفقة: الجماعة ترافقهم في سفرك. الاغتياظ: الغضب، وقيل: هو الغضب الكامن للعاجز.