أفرد الضميرِ حملًا على لفظ "من" ثمّ جمعه على معناها؛ كقوله تعالى:{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ}، ثمّ قال:{وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[البقرة: ١١٢].
(٢٤٦ - ١١) وفي حديثه: "مَا مِنْ عَبْدٍ لا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ إِلَّا جُعلَ (٤) لَهُ شُجَاعٌ أَقْرعُ"(٥):
كذا وقع في هذه الرِّواية "شجاع" بالرفع، والأكثر النصب، ووجهه أنّه جلَّ "شجاع " هو القائم مقام الفاعل، والمال المقدر مفعولًا ثانيًا؛ كما قالوا: اعطيَ دِرْهَمٌ زيدًا؛ لأنّ اللبس مأمون (٦). ويجوز أن يكون "شجاع" ههنا القائم مقام الفاعل، ولا يُقَدَّرُ [له](٧) مفعول ثانٍ؛ كما تقول: وُكِّلَ (٨) بِهِ شُجَاعٌ.
(١) في خ: تثنية كلّ. (٢) صحيح: أخرجه البخاريّ (٣٥٧٩)، والترمذي (٣٦٣٣)، والنسائي (٧٧)، والدارمي (٢٩)، وأحمد (٣٧٩٧). (٣) صحيح: أخرجه البخاريّ (٧٠٦٧)، وأحمد (٣٨٣٤)، وهذا لفظ "المسند"، ولفظ البخاريّ: "من شرار النَّاس من تدركهم السّاعة وهم أحياء". (٤) في خ: حل. (٥) صحيح: أخرجه أحمد (٣٥٦٧). (٦) في خ: مفعول. (٧) زيادة من ط. (٨) ويجوز أن يكون "جعل" هنا بمعنى "كان" التامة، يعني "حدث".