قوله:"حائطي"، الحائط: البستان من النخيل إذا كان عليه جدار، ويجمع على حوائط.
قوله:"مكان كذا وكذا" قد سماه ذلك في رواية البخاري ومسلم والنسائي من حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس:"كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالًا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بئرًا تسمى بيرحاء كانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله -عليه السلام- يدخلها ويشرب من ماء كان فيها طيب، فلما نزلت {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}(١). . . ." الحديث.
وأخرجه أبو داود (٢): عن موسى، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس قال:"لما نزلت: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قال أبو طلحة: يا رسول الله أرى ربنا سألنا من أموالنا، فإني أشهدك أني جعلت أرضي بأريحاء له، فقال رسول الله -عليه السلام- اجعلها في قرابتك، فقسمها بين حسان بن ثابت وأُبي بن كعب".
وأخرجه مسلم (٣) والنسائي (٤) أيضًا نحوه.
قوله:"بأريحاء" بفتح الباء الموحدة، بعدها ألف ساكنة، وبراء مكسورة بعدها ياء آخر الحروف ساكنة، وبحاء مهملة ممدودة، والمشهور بيرحاء، وقد اختلفوا في ضبطها اختلافًا شديدًا، فقال القاضي: هو حائط يسمى بهذا الاسم وليس اسم بئر، وكان بقرب المسجد، ويقال: هذا موضع يعرف بقعر بني جديلة قبل المسجد.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الصدقة على الأقارب أفضل من الأجانب إذا كانوا محتاجين وأن القرابة يراعى حقها في صلة الأرحام وإن لم يجتمعوا إلا في أب
(١) سورة آل عمران، آية: [٩٢]. (٢) "سنن أبي داود" (٢/ ١٣١ رقم ١٦٨٩). (٣) "صحيح مسلم" (٢/ ٦٩٤ رقم ٩٩٨). (٤) "المجتبى" (٦/ ٢٣١ رقم ٣٦٠٢).