وأخرجه الترمذي (١): نا محمد بن يحيى النيسابوري قال: نا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: حدثني مظاهر بن أسلم قال: حدثني القاسم بن محمد، عن عائشة أن رسول الله -عليه السلام- قال:"طلاق الأمة تطليقتان وعدتها حيضتان".
وأخرجه ابن ماجه (٢): نا محمد بن بشار، نا أبو عاصم ... إلى آخره نحوه.
وقال الترمذي: حديث عائشة حديث غريب لا يعرف مرفوعًا إلا من حديث مظاهر بن أسلم، ومظاهر بن أسلم لا يعرف له في العلم غير هذا الحديث.
وقال أبو داود: وهو حديث مجهول.
وقال الخطابي: هو حديث ضعيف.
وقال البيهقي: مظاهر بن أسلم مجهول.
قلت: أما قول الترمذي: لا يعرف له في العلم غير هذا الحديث. يَرُدُّه ما رواه أبو أحمد بن عدي (٣)، وإسناده: عن مظاهر بن أسلم، عن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة:"أن رسول الله -عليه السلام- كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة".
وأما قول أبي داود: وهو حديث مجهول. يعني: لجهالة مظاهر فغير مُسَلَم؛ لأنه كيف يكون مجهولاً وقد روى عن الأئمة الكبار مثل ابن جريج والثوري وأبي عاصم النبيل.
وأما قول الخطابي: إن الحديث ضعيف. غير مسلَّم أيضًا؛ لأن مظاهرًا وثقه ابن حبان على ما ذكرنا، وقال الحاكم (٤) في "المستدرك": لم يذكره أحد من متقدمي مشايخنا بجَرْح فالحديث إذًا صحيح.
(١) "جامع الترمذي" (٣/ ٤٨٨ رقم ١١٨٢). (٢) "سنن ابن ماجه" (١/ ٦٧٢ رقم ٢٠٨٠). (٣) "الكامل" (٦/ ٤٤٩). (٤) "مستدرك الحاكم" (٢/ ٢٢٣ رقم ٢٨٢٢).