قوله:"أفلا ترى" إلى آخره توضيح لما ذكره من التأويل، وهو ظاهر، ومما يؤيد كلام الأسود ما رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(٣): عن أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال:"حججت مع عمر -رضي الله عنه- سنتين، إحداهما التي أصيب فيها، كل ذلك يلبي حتى يرمي جمرة العقبة من بطن الوادي".
وأخرج أيضًا (٤) عن عباد بن العوام، عن هلال بن [خباب](٥)، عن عكرمة، عن ابن عباس:"أن عمر -رضي الله عنهم- لبى حتى جمرة العقبة، وأن ابن عباس كان يلبي حتى رمى جمرة العقبة، وقال: إنما يفتتح الحل الآن".
ص: حدثنا علي بن شبية، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن وبرة قال:"صعد الأسود بن يزيد إلى ابن الزبير، وهو على المنبر يوم عرفة فسارَّه بشيء ثم نزل، فلما نزل الأسود لبى ابن الزبير، فظن الناس أن الأسود أمره بذلك".
ش: إسناده صحيح، وإسماعيل بن أبي خالد هرمز البجلي الكوفي أحد مشايخ أبي حنيفة والثوري روى له الجماعة.
(١) "السنن الكبرى" (٥/ ١١٣ رقم ٩٢٢٨). (٢) بَيَّض له المصنف ولم يذكر معناه، وقال الجوهري: التحريش: الإِغراء بين القوم، وكذلك بين الكلاب، وفي "لسان العرب" (حرش): التحريش بين البهائم هو الإِغراء وتهييج بعضها على بعض. (٣) "مصنف ابن أبي شيبة" (٣/ ٢٥٨ رقم ١٣٩٩١). (٤) "مصنف ابن أبي شيبة" (٣/ ٢٥٨ رقم ١٣٩٩٢). (٥) في "الأصل، ك": "حبان" وهو تحريف، والمثبت من "المصنف".