وَطَلَبُهُ لِلغَنَمِ دَلِيلٌ عَلَى سَكِينَتِهِ؛ لِأَنَّ ((السَّكِينَةَ فِي أَهْلِ الغَنَمِ)) (١).
- قَولُهُ: ((فَأُعُطْيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ)) العُشَرَاءُ: هِيَ الحَامِلُ الَّتِي تَمَّ لَهَا ثَمَانِيَةُ أَشْهُرٍ، وَهِيَ أَنْفَسُ الأَمْوَالِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ [التَّكْوِير: ٤] (٢).
- قَولُهُ: ((فَأُنْتَجَ)) مَعْنَاهُ: تَوَلَّى الوِلَادَةَ.
- قَولُهُ: ((في صُورَتِهِ وَهَيئَتِهِ)) الصُّورَةُ فِي الجِسْمِ، وَالهَيئَةُ فِي الشَّكْلِ وَاللِّبَاسِ.
- قَولُهُ: ((ابْنُ سَبِيلٍ)) أَي: مُسَافِرٌ؛ وَقَد نَفِدَ مَا مَعَهُ مِنَ الزَّادِ، وَقَد جَعَلَ اللهُ لَهُ حَقًّا فِي الزَّكَاةِ؛ وَلَو كَانَ غَنِيًّا فِي بَلَدِهِ.
وسُمِّيَ ابْنَ سَبِيلٍ لِكَونِهِ مُلَازِمًا لِلسَّبِيلِ وَهوَ الطَّرِيقُ، كَمَا يُقَالُ: فُلَانٌ ابْنُ سُوقٍ، وَابْنُ مَصْلَحَةٍ.
- قَولُهُ: ((أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّونَ الحَسَنَ وَالجَلْدَ الحَسَنَ وَالمَالَ)) فِيهِ التَّذْكِيرُ بِالنِّعْمَةِ وَالمُنْعِمِ؛ لِيَكُونَ أَحْرَى إِلَى الإِجَابَةِ وَلِدَفْعِ الغَفْلَةِ.
- قَولُهُ: ((الحُقُوقُ كَثِيرَةٌ)) أَي: هَذَا المَالُ الَّذِي عِنْدِي مُتَعَلِّقٌ بِهِ حُقُوقٌ كَثِيرَةٌ؛ لَيسَ حَقَّكَ أَنْتَ فَقَط!
- قَولُهُ: ((لَا أَجْهَدُكَ)) الجَهْدُ: المَشَقَّةُ، والمَعْنَى: لَا أَشُقُّ عَلَيكُم بِمَنْعٍ وَلَا مِنَّةٍ.
(١) رَوَاهُ البُخَارِيُّ (٣٣٠١)، وَمُسْلِمٌ (٥٢) عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ مَرْفُوعًا.قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ ﵀ فِي الفَتْحِ (١/ ١٣٣): "السَّكِينَةُ؛ أَي: الوَقَارُ أَوِ الرَّحْمَةُ أَوِ الطُّمَأْنِينَةُ، مَأْخُوذٌ مِنْ سُكُونِ القَلْبِ".(٢) قَالَ الشَّيخُ السَّعْدِيُّ ﵀ فِي التَّفْسِيرِ (ص ٩١٢): "أَي: عَطَّلَ النَّاسُ حِينَئِذٍ نَفَائِسَ أَمْوَالِهِم الَّتِي كَانُوا يَهْتَمُّونَ لَهَا وَيُرَاعُونَهَا فِي جَمِيعِ الأَوقَاتِ، فَجَاءَهُم مَا يُذْهِلُهُم عَنْهَا، فَنَبَّهَ بِالعِشَارِ -وَهيَ النُّوقُ الَّتِي تَتْبَعُهَا أَولَادُهَا- وَهيَ أَنْفَسُ أَمْوَالِ العَرَبِ إِذْ ذَاكَ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute