بَابُ قَولِ اللهِ تَعَالَى: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [الأَعْرَاف: ٩٩].
وَقَولِهِ: ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ [الحِجْر: ٥٦].
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ سُئِلَ عَنِ الكَبَائِرِ؟ فَقَالَ: ((الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَاليَأْسُ مِنْ رَوحِ اللهِ، وَالأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهُ)) (١).
وَعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: (أَكْبَرُ الكَبَائِرِ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَالأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ، وَالقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَاليَأْسُ مِنْ رَوحِ اللهِ). رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ (٢).
(١) فِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ. الحَدِيثُ أَورَدَهُ الحَافِظُ الهَيثَمِيُّ ﵀ فِي كِتَابِهِ (كَشْفُ الأَسْتَارِ عَنْ زَوَائِدِ البَزَّارِ) (١/ ٧١).قَالَ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ ﵀ فِي التَّفْسِيرِ (٢/ ٢٧٨): "وَقَدْ رَوَاهُ البَزَّارُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ العَطَّارِ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُول الله مَا الكَبَائِر؟ قَالَ: ((الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَاليَأْسُ مِنْ رَوحِ اللهِ، وَالقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ﷿)، وَفِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ، وَالأَشْبَه أَنْ يَكُونَ مَوقُوفًا، فَقَدْ رُوِيَ عَنْ ابْن مَسْعُودٍ نَحْوَ ذَلِكَ. وَقَالَ ابْن جَرِيرٍ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هُشَيمٌ، أَخْبَرَنَا مُطَرِّفٌ، عَنْ وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيلِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: (أَكْبَرُ الكَبَائِرِ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَاليَأْسُ مِنْ رَوحِ اللهِ، وَالقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَالأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ). وَكَذَا رَوَاهُ مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ وَأَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ وَبَرَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيلِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بِهِ، ثُمَّ رَوَاهُ مِنْ طُرُقٍ عِدَّةٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيلِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَهُوَ صَحِيحٌ إِلَيهِ بِلَا شَكٍّ".(٢) صَحِيحٌ. تَفْسِيرُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (١/ ١٥٥)، وَتَفْسِيرُ الطَّبَرِيِّ (٨/ ٢٤٢). صَحَّحَهُ ابْنُ كَثِيرٍ ﵀ فِي التَّفْسِيرِ (٢/ ٢٧٨). انْظُرِ الحَاشِيَةَ السَّابِقَةَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute