وخلّد الله ﷻ ذكر نبي الله صالح ﵇ وهلاك قومه في سورة الحجر (٢)، وذُكرت قصته ﵇ مع قومه في كثير من السور (٣)، وجرى ذِكر قومه ثمود مع مجمل الأمم المعذبة في عدة سور (٤).
[المسألة الثالثة: هلاك ثمود]
أورد الحافظ ابن كثير ﵀ عدة روايات في هلاك ثمود قوم صالح ﵇، أحدها: أن ثمودًا اجتمعوا يومًا في ناديهم فجاءهم نبي الله صالح ﵇ فدعاهم إلى الله، وذكرهم ووعظهم وأمرهم وحذرهم.
فقالوا له: أخرج لنا ناقة من هذه الصخرة وأشاروا إلى صخرة، من صفتها كيت وكيت (٥).
فقال لهم نبي الله صالح ﵇: أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم على الوجه الذي طلبتم، أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقوني فيما أرسلت به؟
قالوا: نعم، فأخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك.
ثم قام إلى مصلاه فصلى لله ﷿ ما قدر له، ثم دعا ربه ﷿ أن يجيبهم إلى ما طلبوا.
فأمر الله ﷿ تلك الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء، على الصفة التي نعتوا.
فلما عاينوها كذلك رأوا أمرًا ومنظرًا هائلاً، وقدرة باهرة ودليلاً قاطعًا