«٤» قوله: ﴿وَيَتَناجَوْنَ﴾ قرأه حمزة «وينتجون» بغير ألف، وبنون بعد الياء، وقبل التاء، وقرأ الباقون بألف بعد النون، والنون بعد التاء.
وحجة من قرأ بغير ألف أنه جعله على وزن «يفتعون» مشتقا من النجوى، وهو السّر، وأصله «ينتجيون» على وزن «يفتعلون» ثم أعل على الأصول بأن ألقيت حركة الياء على الجيم استثقالا لياء مضمومة، قبلها متحرك، ثم حذفت الياء لسكونها، وسكون الواو بعدها.
«٥» وحجة من قرأ بألف ونون (١) بعد التاء أنه جعله مستقبل «تناجى القوم يتناجون»، وأصله «يتناجيون» على وزن «يتفاعلون» مثل «يتضاربون»، فلمّا تحركت الياء، وانفتح (٢) ما قبلها، قلبت ألفا، ثم حذفت لسكونها وسكون الواو بعدها، وبقيت فتحة الجيم على حالها لتدلّ على الألف المحذوفة، ولولا (٣) ذلك لكانت مضمومة، لأن واو الجمع حّق ما قبلها أن يكون مضموما، لكن بقيت الجيم مفتوحة، لتدلّ على الألف المحذوفة، ولو ضمت لم يبق ما يدل على الألف، وهو أيضا من النجوى السّر، والنجوى مصدر كالدعوى والعدوى والتقوى، ولذلك وقع الجمع، لأنه يدل على القليل والكثير، قال الله جلّ وعزّ: ﴿وَإِذْ هُمْ نَجْوى﴾ «الإسراء ٤٧»، أي: ذوو نجوى، أي: