«١» قوله: ﴿خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ﴾ قرأها قنبل وأبو عمرو والكسائي بإسكان الشين استخفافا، وقرأ الباقون بالضمّ، وهو الأصل، لأن الواحد خشبة والجمع خشب ك «بدنة وبدن، وأسد وأسد» والإسكان حسن، والضمّ لغة أهل الحجاز (١).
«٢» قوله: ﴿لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ﴾ قرأ نافع بالتخفيف في الواو الأولى، وقرأ الباقون بالتشديد في الواو الأولى، وفي التشديد معنى التكثير، أي: لووها مرة بعد مرة، وفي التخفيف معنى التقليل، ويصلح للتكثير (٢) أيضا. وقوله تعالى:
﴿لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ﴾ «النساء ٤٦» يدلّ على التخفيف، لأن الّلي مصدر ل «لوى»(٣) مثل «طوى طيّا»، وكذلك: ﴿يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ﴾ «آل عمران ٧٨»، وقوله: ﴿وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ﴾ «آل عمران ١٥٣»، وقوله:
﴿وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا﴾ «النساء ١٣٥»، كله يدل على التخفيف، لأنه كله من: لوى يلوي، ولولا الجماعة لاخترت التخفيف، إذ عليه أتى جميع ما في القرآن منه، ولو أتت هذه الألفاظ على «لوّى» لقال «يلويه ويلوون ويلوون»(٤).
«٣» قوله: ﴿فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ﴾ قرأه أبو عمرو بالنصب، وإثبات الواو قبل النون، وقرأ الباقون بالجزم، وحذف الواو.
وحجة من نصب أنه عطفه على لفظ «فأصدق»، لأن «فأصدق» منصوب