«٢» قوله: ﴿ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ﴾ قرأه حفص وحمزة والكسائي بنونين الأولى مضمومة والثانية مفتوحة، وكسر الزاي، ونصب «الملائكة»، وقرأ أبو بكر بتاء مضمومة، وفتح النون والزاي، ورفع «الملائكة» وقرأ الباقون كذلك إلا أنهم فتحوا التاء.
وحجة من قرأ بنونين أنه أتى به على الإخبار (٢) من الله جل ذكره عن نفسه، وهو الأصل، لأن كل شيء تكون فيه يكون، وعن (٣) إرادته يتكوّن، وقد قال:
﴿إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ﴾ «الحجر ٩»، وقال: ﴿وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ﴾ «الأنعام ١١١». ويقوّي ذلك أن قبله إخبارا من الله (٤) عن نفسه في قوله:
(وما أهلكنا)«٤» فجرى الإخبار على ذلك.
«٣» وحجة من قرأ بضمّ التاء ورفع «الملائكة» أنه جعله فعلا لم يسمّ فاعله، فأقام «الملائكة» مقام الفاعل، كما قال: ﴿وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً﴾ «الفرقان ٢٥» لأن «الملائكة» لا تنزل حتى تنزّل، والأمر ليس لها في النزول، إنما ينزلها غيرها، وهو الله لا إله إلا هو.