وحجة من قرأ بالنون أنه بناه على الإخبار من الله جلّ ذكره عن نفسه، إذ هو فاعل كل الأفاعيل ومدبّرها ومحدثها، وانتصبت (١) الجبال بوقوع الفعل عليها، لأن الفعل مبني للفاعل، وقوّى ذلك أنه محمول على ما بعده من الإخبار في قوله: ﴿وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ﴾ فجرى صدر الكلام على آخره، لتطابق الكلام، وهو الاختيار.
«٢٧» وحجة من قرأ بالتاء أنه بنى الفعل للمفعول، فرفع الجبال لقيامها مقام الفاعل، فهي مفعولة لم يسم فاعلها، ويقوّي ذلك قوله: ﴿وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ﴾ «النبأ ٢٠» وقوله: ﴿وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ﴾ «التكوير ٣»(٢).
وحجة من كسر القاف أنه حمله على معنى المقابلة. حكى أبو زيد: لقيت فلانا قبلا ومقابلة وقبلا وقبلا وقبيلا وقبليا، كله بمعنى مقابلة، أي عيانا، فالمعنى في الآية: أن يأتيهم العذاب مقابلة يرونه.
«٢٩» وحجة من ضمّ أنه يجوز أن يكون معناه مثل الكسر، على ما حكى أبو زيد. ويجوز أن يكون جمع قبيل، على معنى: أو يأتيهم العذاب قبيلا قبيلا، أي: صنفا صنفا، أي: يأتيهم أصنافا (٣) مختلفة. ويجوز أن يكون [على](٤)