«٢٠» وحجة من أثبت الألف في الوصل أنها لغة حكاها الكوفيون، يجعلون الألف من أصل الاسم المضمر، يقولون «أنا» بكماله الاسم، ويقولون: من حذف الألف في الوصل فإنما حذفها استخفافا، لدلالة الفتحة عليها. وقد قيل، إن من قرأ في (٢) الوصل في «لكنا» إنما قرأه على أنه جعل (٣)«لكن» المخففة من الثقيلة، دخلت على «أنا» هو ضمير المخبر عن نفسه، كما تدخل «إن» الخفيفة والثقيلة على «نا» فنقول: «إنا وإننا» ويكون «هو» في الآية إضمار الحديث أو الأمر، ويكون «ربي» راجعا على المعنى، لأن «نا» لواحد مخبر عن نفسه، فرجع «ربي» على المعنى، ولو رجع على اللفظ لقيل:«ربنا»(٤).
«٢١» قوله: ﴿وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ﴾ قرأه حمزة والكسائي بالياء، على التذكير، لأنه فرّق بين المؤنث وفعله بالظرف. ولأنه تأنيث غير حقيقي. وقد مضى ذكر نظائره بأشبع من هذه العلة (٥). وقرأ الباقون بالتاء على تأنيث لفظ الفئة، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه ولأنه حمل على ظاهر اللفظ (٦).