«٢٤» قوله: ﴿وَلا تَتَّبِعانِّ﴾ قرأه ابن ذكوان بتخفيف النون، كأنه استثقل التشديد للنون، مع التشديد في أول الكلمة، فخفّفها وهو يريد التشديد، لأنها النون التي تدخل مشددة للتأكيد في الأمر والنهي وأخواتهما، كما خفّفوا «رب»(٢) وهو وجه ضعيف قليل. وقيل: إنه جعل «لا» بمعنى النفي، فيكون لفظه لفظ الخبر ومعناه النهي، فرفع الفعل بالنون علم الرفع في الفعل، ويجوز أن يكون (٣) حالا من الضمير في (٤)«استقيما» أي: استقيما غير متبعين.
وقرأ الباقون بتشديد النون على أصلها، لأنها النون المشددة التي تدخل الأفعال (٥) للتأكيد في الأسر والنهي وشبهه، وهو الاختيار، لصحته في المعنى والإعراب، ولأن الجماعة عليه (٦).
«٢٥» قوله: (آمنت أنّه) قرأ حمزة والكسائي بكسر الهمزة، لأنها بعد القول، والقول يحكي ما بعده، والتقدير: آمنت إنه قلت إنه، وقرأ الباقون بالفتح، أعملوا «آمن» في «أنه» ففتحت على تقدير حذف حرف الجر، والتقدير: آمنت بالله. و «آمن» يتعدّى بحرف جر كما قال:
﴿يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾ «البقرة ٣» ف «أن» في موضع خفض، على قول الخليل، أعمل الحرف، وهو محذوف، لكثرة استعمال حذفه مع «أن» خاصة، وغير الخليل يقول:«أن» في موضع نصب لعدم الخافض، إذ لا يعمل، وهو محذوف كما لا تعمل الإضافة والمضاف