لأنَّ ذلك يُحصِّل الموالاةَ ويُثبت المودَّة، وهو منهيٌّ عنه للنَّصِّ (١)، ولِمَا فيه من التَّعظيم.
والثَّانية: الجواز؛ لِما رَوَى أنسٌ: أنَّ النَّبيَّ ﷺ عاد يهوديًّا، وعرض عليه الإسلام فأسلم، فخرج وهو يقول:«الحمد لله الذي أنقذه من النَّار» رواه البخاريُّ (٢)، ولأِنَّه من مكارم (٣) الأخلاق.
ويَسْتعْمِله ابنُ عَقيلٍ وغيره، وذكره بعض أصحابنا هنا، وقد صحَّ:«أنَّه ﵇ دعا لأنسٍ بطول العمر»(٨)، وقد روى أحمد وغيره من حديث ثوبان:«لا يردُّ القدر إلاَّ الدُّعاء، ولا يَزِيد في العُمُر إلا البر» إسناده ثقاتٌ (٩).
(١) وهو قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾، كما في الممتع ٢/ ٣٥٦. (٢) أخرجه البخاري (١٣٥٦)، من حديث أنس ﵁. (٣) في (ح): بمكارم. (٤) في (أ): والثانية. (٥) ينظر: مجموع الفتاوى ٢٤/ ٢٦٥، الاختيارات ص ٤٦٠. (٦) ينظر: مسائل عبد الله ص ٤٤٨، مسائل ابن هانئ ٢/ ١٨٤. (٧) ينظر: الاختيارات ص ٤٦٠. (٨) أخرجه البخاري (٦٣٣٤، ٦٣٤٤)، ومسلم (٢٤٨٠)، من حديث أنس ﵁. (٩) أخرجه أحمد (٢٢٣٨٦)، وابن ماجه (٩٠، ٤٠٢٢)، وابن حبان (٨٧٢)، والحاكم (١٨١٤)، ولفظه: «إنَّ الرَّجل ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه، ولا يردُّ القدرَ إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر»، وفي سنده: عبد الله بن أبي الجعد، ذكره ابن حبان في الثقات، وفيه جهالة كما قاله ابن القطان والذهبي، وقال ابن حجر: (مقبول)، والحديث صححه ابن حبان والحاكم، وحسَّنه العراقي كما نقله البوصيري، وله شاهد: أخرجه الترمذي (٢١٣٩)، من حديث سلمان الفارسي ﵁ مرفوعًا بلفظ: «لا يرد القضاء إلا الدّعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر»، وفي سنده: فضَّة، أبو مودود البصريُّ، وفيه لين، قال الترمذي: (حسن غريب من حديث سلمان). ينظر: الثقات لابن حبان ٥/ ٥٤، ميزان الاعتدال ٢/ ٤٠٠، مصباح الزجاجة ١/ ١٥، تهذيب التهذيب ٥/ ١٧٠.