ورحل إلى نيسابور، فسمع من إسحاق بن راهويه «المسند» و «التفسير» ، وكان يرد إلى إسحاق وما كَانَ أحد يتجاسر عَلَيْهِ [١] يرد عليه غيره، ثم قدم بغداد فسكنها، وصنف كتبه بها، وهو إمام أصحاب الظاهر، وكان ورعا ناسكا زاهدا [٢] إلا أن مذهبه طريف يدعى الجمود على النقل، ويخالف كثيرا من الأحاديث، ويلتفت على مفهوم الحديث [٣] إلى صورة لفظه، و [في] هذا تغفيل. / أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ بن مُحَمَّد أخبرنا [أبو بكر] أَحْمَد بْن [عَلي بْن] ثَابِت، حَدَّثَنَا عبد العزيز بْن عَلي الوراق، حَدَّثَنَا عَلي بن عبد الله الهمذاني قال: حدثني أَحْمَد بن الحسين قَالَ: سمعت أبا عَبْد اللَّهِ المحاملي يقول: صليت صلاة العيد فِي يوم فطر في جامع المدينة، فلما انصرفت قلت في نفسي: أدخل على داود بن على أهنئه؟ وكان ينزل قطيعة الربيع، فجئته وقرعت عليه [٤] الباب، فأذن لي، فدخلت عليه، وإذا بين يديه طبق فيه أوراق هندباء وعصارة فيها نخالة، وهو يأكل، فهنأ به [٥] ، وتعجبت من حاله، فرأيت أن جميع ما نحن فيه من الدنيا ليس بشيء وخرجت من عنده، فدخلت على رجل من مكثري [٦] القطيعة، يعرف: بالجرجاني، فلما علم بمجيئي [إليه] خرج إلي [٧] حاسر الرأس، حافي القدمين وَقَالَ: ما عني القاضي أيده الله؟ قلت: مهم.
قَالَ: وما هو؟ قلت: في جوارك داود بن علي، ومكانه [٨] من العلم ما تعلم [٩] وأنت كثير البر والرغبة في الخير تغفل عنه، وحدثته حديثه وما [١٠] رأيت مِنْهُ [١١] فقال لي: داود شرس
[١] في ك: «وما تجاسر أحد يرد عليه» . [٢] «زاهدا» ساقطة من ك. [٣] في الأصل: «عن مفهومه» . [٤] في ك: «وقرعت على الباب» . [٥] في الأصل: «فهنئته» . [٦] في الأصل: «من مجهري» . [٧] «إليّ» ساقطة من ك. وما بين المعقوفتين ساقط من الأصل. [٨] في الأصل: «ومحله من» . [٩] في ك: «من العلم وأنت» . [١٠] في ك: «وحدثته بما» . [١١] «منه» ساقطة من ك.