قبل الدخول في أقوال أهل العلم، لا بد من بيان حال هذا الحديث من حيث الصحة والضعف، لأنه مما انتقد على البخاري رحمهُ اللهُ.
فالحديث صححه -بالإضافة إلى البخاري- ابن حبان (١) والبغوي (٢) وابن تيمية، والسيوطي والشوكاني.
قال ابن تيمية:"هذا أصح حديث يُروى في الأولياء"(٣).
وألف الشوكاني كتابًا بعنوان:"قطر الولي في حديث الولي"، قال فيه عن هذا الحديث:"رواته قد جاوزوا القنطرة، وارتفع عنهم القيل والقال، وصاروا أكبر من أن يتكلم فيهم بكلام، أو يتناولهم طعن طاعن، أو توهين موهن"(٤).
وألف السيوطي رحمهُ اللهُ رسالةً بعنوان:"القول الجلي في حديث الولي"(٥)، ذكر فيها بعض طرق هذا الحديث، وحكم عليه بالصحه.
لكن هذا الحديث لم يُروَ عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد: محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني
(١) انظر: صحيح ابن حبان (٢/ ٥٨ - ٦٠). (٢) انظر: شرح السنة (٥/ ٢٠). (٣) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (٧)، وانظر: مجموع الفتاوى (٢/ ٣٧١)، و (١٨/ ١٢٩). (٤) قطر الولي (٢٣٠). (٥) وهي مطبوعة ضمن كتاب: الحاوي للفتاوى للسيوطي (١/ ٥٦٠ - ٥٦٤).