المسلك الأول: ردُّ الحديث وتضعيفه، لضعف أحد رواته، وهو طلحة بن يحيى.
وإلى هذا ذهب الإمام أحمد وابن عبد البر.
قال الإمام أحمد -وقد ذكر له حديث عائشة-: "هذا حديث ضعيف"(١)، ثم ذكر ضعف طلحة بن يحيى.
وقال عبد الله بن الإمام أحمد:"سمعت أبي يقول: طلحة بن يحيى أحب إلي من بُرَيْد بن أبي بردة: بريد يروي أحاديث مناكير، وطلحة حدَّث بحديث: عصفور من عصافير الجنة"(٢).
وقال ابن عبد البر:"هذا حديث ساقط ضعيف مردود ... وطلحة بن يحيى ضعيف لا يحتج به، وهذا الحديث مما انفرد به، فلا يُعرج عليه"(٣).
وقال الذهبي عن هذا الحديث: "رواه جماعة عن طلحة، وهو مما
(١) أهل الملل (١/ ٦٧)، وانظر: المنتخب من العلل (٥٣)، وأحكام أهل الذمة (٢/ ١٠٧٣، ١٠٧٥)، وطريق الهجرتين (٧٠١)، وتهذيب السنن (عون ١٢/ ٣١٢) ثلاثتها لابن القيم. (٢) العلل للإمام أحمد، رواية ابنه عبد الله (٢/ ١١ - ١٢)، وانظر: الضعفاء للعقيلي (٢/ ٢٦). (٣) التمهيد (٦/ ٣٥٠ - ٣٥١)، وانظر: (١٨/ ٩٠)، والاستذكار (٨/ ٣٩٣)، والتذكرة (٢/ ٣٢٩)، وأحكام أهل الذمة (٢/ ١٠٧٤).