أما الأمر الأول: وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (الرحم شجنة من الرحمن).
فالشجنة في اللغة: أصلها: عروق الشجر المشتبكة.
والشواجن: الأودية الكثيرة الشجر.
ومنه قولهم:(الحديث ذو شجون) أي: ذو فنون وشعب وتشبث بعضه ببعض.
قال ابن فارس:"الشين والجيم والنون أصل واحد يدل على اتصال الشيء والتفافه، من ذلك الشِّجنة، وهي الشجر الملتف، ويقال: بيني وبينه شِجنة رحم، يريد اتصالها والتفافها ... والشواجن: أودية غامضة كثيرة الشجر، وسميت به لتشاجن الشجر"(١).
وقال الجوهري (٢): "الشِّجنة والشُّجنة: عروق الشجر المشتبكة، ويقال: بيني وبينه شِجنة رحم وشُجنة رحم، أي: قرابة مشتبكة"(٣).
(١) معجم مقاييس اللغة (٣/ ٢٤٨) مادة: (شجن). (٢) هو أبو نصر إسماعيل بن حمَّاد التركي، صاحب الصحاح، كان إمامًا في اللغة والأدب، ماهرًا في الخط، كثير الأسفار والتغرب، توفي -رحمه الله- سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة (٣٩٣)، وقيل غير ذلك. [انظر: معجم الأدباء لياقوت الحموي (٦/ ١٥١)، والسير (١٧/ ٨٠)، ولسان الميزان لابن حجر (١/ ٥١٨)، وشذرات الذهب (٣/ ١٤٢)]. (٣) الصحاح (٥/ ٢٧٢٤) مادة: (شجن).