وقوله:" فأدلج ": أى مشى بليل، يقال منه: أدلج وادَّلج. وقيل: لا يشدد إلا فى سير آخر الليل، وقد تقدم مستوفى الكلام فيه.
وقوله:" فاستمر الجيش ": أى ذهب، وقيل ذلك فى قوله تعالى:{سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ}(١) أى ذاهب وهو استفعل من مر.
وقوله:" فرأى سواد إنسان ": أى شخصه، وكل شخص سواد.
وقولها:" فاستيقظت باسترجاعه ": أى بقوله: إنا لله وإنا إليه راجعون، وهذا من صفوان لمعنيين: أحدهما: أنها مصيبة يجب الاسترجاع فيها؛ لنسيان امرأة عورة، وبقائها منفردة فى قفر وليل مظلم. والثانى: ليقيمها استرجاعه من نومها إذ صان حرمة النبى عن أن يناديها ويكلمها، وقد كان كما قالت: نزل الحجاب كما فعل عمر بتكبيره لينتبه النبى - عليه السلام - ولم يناده إكباراً له، وحرجاً من عموم النهى عن ذلك؛ ولأنه - عليه السلام - كان يوحى إليه فى نومه.
وقولها:" وظننت أن القوم سيفقدوننى فيرجعون إلى " الظن هنا بمعنى العلم، قال الله تعالى:{أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ}(٢).
وقوله:" فخمرت وجهى بجلبابى " أى سترته والجلباب كالمقنعة، تغطى به المرأة رأسها يكون أعرض من الخمار، قاله النضر وقال غيره: هو ثوب واسع دون الرداء، تغطى به المرأة ظهرها وصدرها وقال ابن الأعرابى: هو الإزار، وقيل: الخمار. وقيل: هو كالملاة والملحفة وبعض هذا قريب من بعض.
وقولها:" والناس يفيضون فى حديث أهل الإفك " أى يأخذون فيه.