بالنار، وقد يحتمل أن هذه المرأة كانت كافرة، فزيدت بذلك عذابًا (١). ولفح النار: ضرب لهبها وتأثيره {تَلْفَح وُجُوهَهُمُ النَّارُ}(٢)، واللفح أعظم تأثيرًا من النفح، قال الله تعالى:{وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّك}(٣) أى أدنى شىء منه، قاله الهروى.
و" آضت الشمس ": أى رجعت لحالها الأولى، وكشف عنها الكسوف.
وقوله: " حين رأيتمونى أقدم " - بضم الهمزة وفتح القاف - بمعنى ما فى الرواية الأخرى: " أتقدم (٤)". والمِحْجنُ: العصا معقفة الطرف.
وفى الحديث: الدليل على المعاقبة على العبث بالحيوان وإهلاكه، لغير (٥) منفعة لما ذكر من تعذيب المرأة بربط الهِرَّةِ، حتى ماتت، وقد جاء الحديث - أيضاً - فى قاتل العصفور بنحو ذلك (٦).
وقولها: " حتى تجلانى الغشْىُ " و " العشِىَّ ": رويناه هنا وفى غير هذا الكتاب بكسر
(١) بعد ما نقل النووى كلام القاضى قال: وليس بصواب، بل الصواب المصرَّح به فى الحديث أنها عذبت بسبب الهرة، وهو كبيرة؛ لأنها ربطتها، وأصرت على ذلك حتى ماتت، والإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرةً ٢/ ٥٦٩، وقد أحسن الحافظ ابن حجر حين قال: وأبداه القاضى احتمالاً، وأغرب النووى فأنكره قال: ويؤيد كونها كافرة: ما أخرجه البيهقى فى البعث والنشور وأبو نعيم فى تاريخ أصبهان من حديث عائشة. الفتح ٦/ ٤١١. (٢) المؤمنون: ١٠٤. (٣) الأنبياء: ٤٦. (٤) الذى فى المطبوعة: تقدمت. (٥) فى س: بغير. (٦) فقد أخرج النسائى - واللفظ له - والدارمى وأحمد عن عبد الله بن عمرو يرفعه قال: " من قتل عصفورًا فما فوقها بغير حقِّها سأل الله عز وجل عنها يوم القيامة " قيل: يا رسول الله، فما حقُها؟ قال: " حقّها أن تذبحها فتأكلها ولا تقطع رأسها فيرمى بها " ك الضحايا، ب من قتل عصفورًا بغير حقها، الكبرى ٣/ ٢٧٣، المسند ٢/ ١٦٦، ١٩٧، الدارمى، ك الأضاحى، ب من قتل شيئاً من الدواب عبثاً ٢/ ٨٤.