قال المصنف (١)﵀: ومعنى قوله: "لا تقلها" وقوله: "لا يقرؤونها" أو لا يذكرونها ولا يستفتحون بها. أي جهرًا بدليل قوله في رواية تقدمت "لا يجهرون بها" وذلك يدل على قراءتهم لها سرًا. انتهى.
وقد قدمنا الكلام على ذلك في شرح [الحديث](٢) الذي قبل هذا.
الحديث أخرجه أيضًا أبو داود (٥) والترمذي (٦) والنسائي (٧) وابن ماجه (٨) بدون ذكر البسملة وهو يدل على مشروعية قراءة البسملة وعلى أن النبي ﷺ كان يمد قراءته في البسملة وغيرها.
وقد استدل به القائلون باستحباب الجهر بقراءة البسملة في الصلاة لأن كون قراءته كانت على الصفة التي وصفها أَنس تستلزم سماع أنس لها منه ﷺ وما سمع مجهور به ولم يقتصر أنس على هذه الصفة على القراءة الواقعة منه ﷺ خارج الصلاة فظاهره أنه أخبر عن مطلق قراءته ﷺ ولفظ "كان" مشعر بالاستمرار كما تقرر في الأصول فيستفاد منه عموم الأزمان وكونه من لفظ الراوي لا يقدح في ذلك لأن الغرض أنه عدل عارف.
(١) ابن تممية الجد ﵀ في المنتقى (١/ ٣٧٧). (٢) في (ب): اللحديث). (٣) زيادة من (جـ). (٤) في صحيحه رقم (٥٠٤٥) و (٥٠٤٦). (٥) في سننه رقم (١٤٦٥). (٦) في الشمائل رقم (٣٠٨). (٧) في سننه رقم (١٠١٤). (٨) في سننه رقم (١٣٥٣). وهو حديث صحيح.