أنّ جواب «أمّا» لا يحذف في حال السّعة والاختيار، وجواب «إن» قد يحذف فى الكلام، نحو ما قدّمته، ومنه قوله تعالى:{فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ}(٢) أى إن كنتم تؤمنون بالله فردّوه إلى الله والرسول، ونظيره فى الكلام: أنت (٣) ظالم إن فعلت، حذفت جواب إن فعلت، لدلالة قولك:
أنت ظالم، عليه.
فإن قيل: قد جاء حذف جواب «أمّا» فى القرآن فى قوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ اِسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ}(٤).
قيل: إنما جاز ذلك، لأن تقدير الجواب: فيقال لهم: أكفرتم، والقول إذا أضمر (٥)، فهو كالمنطوق به.
(١) سورة الواقعة ٩٠،٩١، وراجع الكتاب ٣/ ٧٩، والمقتضب ٢/ ٧٠، والبحر ٨/ ٢١٦، وتقدم فى الزيادة الملحقة بالمجلس الحادى والثلاثين. (٢) سورة النساء ٥٩. (٣) الكتاب، الموضع السابق، والبغداديات ص ٣٢٧،٤٥٩، والخصائص ١/ ٢٨٣. (٤) سورة آل عمران ١٠٦. (٥) راجع معانى القرآن ١/ ٢٢٨، ودراسات لأسلوب القرآن ١/ ٣٣٢، وقد تكلم ابن الشجرى على إضمار القول فى المجالس: التاسع، والمتمّ الستين، والثامن والسبعين. (٦) سورة الفتح ٢٥، وتقدم فى المجلس الحادى والثلاثين.