تَصْحِيْحَ أَوْ تَحْسِيْنَ مَرْوِيَّات الرَّاوِي يُعَدُّ تَعْدِيْلًا ضِمْنِيًّا أَوْ فِعْلِيًّا لِرُوَاتِهِ (١).
وَمِمَّنْ صَرَّحَ بِأَنَّ إِخْرَاج ابن الجَارُوْد لِلحَدِيْث فِي "المُنْتَقَى" مُعْلِمٌ بِثِقَةِ رِجَالِهِ عِنْدَهُ، ابنُ دَقِيْق العِيْد، حَيْثُ قَالَ فِي كِتَابِهِ "الإِلْمام" (٢): "أَخْرَجَهُ الحَافِظ أَبُوْ مُحَمَّد ابن الجَارُوْد، وَالدَّارَقُطْنِي، وَالبَيْهَقِي وَذَكَرُوا أَنَّ رُوَاتَهُ ثِقَات".
وَهُوَ مُقْتَضَى صَنِيْع العَلامَة عَلاء الدِّيْن مُغْلَطَاي (٣)، وَالحَافِظ ابن حَجَر العَسْقَلانِي (٤)، حَيْثُ إِنَّهُمَا قَالا فِي تَرَاجِم بَعْضِ الرُّوَاة: "صَحَّحَ حَدِيْثَهُ ابن الجَارُوْد".
المَبْحَثُ الثَّامِن: عِنَايَةُ العُلَمَاء بِهِ:
أ- رُوَاتُهُ.
لَقَدْ رَوَى هَذَا الكِتَاب الفَذّ عَنْ إِمَامِنَا ابن الجَارُوْد رَحِمَهُ الله تَعَالَى جُمْلَةٌ مِنَ الرُّوَاة، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى اهْتِمَامِهِم وَاعْتِنَاوُهِم بِهِ، وَمِنْ هَؤُلاءِ الرُّوَاة:
(١) قَالَ ابن القَطَّان فِي "بَيَان الوَهْم والإِيْهَام" (٥/ ٣٩٥): "وَفِي تَصْحِيْح التِّرْمِذِي لِزَيْنَبَ بِنْت كَعْب بن عُجْرَة تَوْثِيْقُهَا". وَقَالَ الذَّهَبِي فِي "المِيْزَان" (٤/ ٥٥٨): "صَحَّحَ حَدِيْثَهُ -يَعْنِي: أَبَا عُمَيْر بن أَنَس بن مَالِك- ابنُ المُنْذِر، وَابنُ حَزْمٍ، وَغَيْرُهُمَا؛ فَذَلِكَ تَوْثيْقٌ لَهُ". وَقَالَ الحَافِظُ فِي "التَّعجِيْل" (١/ ٧٩٣): "صَحَّحَ ابن خُزَيْمَة حَدِيْثَهُ -يَعْنَي: عَبْد الرَّحْمَن بن خَالِد بن جَبَل- وَمُقْتَضَاهُ أَنْ يَكُوْنَ عِنْدَهُ مِنَ الثِّقَات".(٢) (برقم: ٢٥٨).(٣) "إِكْمَال تَهْذِيْب الكَمَال" (١٠/ ١٠٢، ١٨٥)، (١٢/ ١٥٤، ٣٣١، ٣٤٦)، "التَّرَاجِم السَّاقِطَة مِنْ كِتَاب إِكْمَال تَهْذِيْب الكَمَال" (ص: ٨٨، ١٧٨، ١٢٤).(٤) "تَهْذِيْب التَّهْذِيْب" (١/ ١٦٥).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute