نوقش (٢): هذا الخبر غير ثابت، والمراد الجمع بلا عذر فقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:(مَنْ جَمَعَ بَيْنَ صَلَاتَيْنِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، فَقَدْ أَتَى بَابًا مِنَ أَبْوَابِ الْكَبَائِرِ)(٣).
الدليل الثالث: عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود-رضي الله عنه- قَالَ:(مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، جَمَعَ بَيْنَ صَلَاتَيْنِ إِلَّا بِجَمْعٍ، وَصَلَّى الصُّبْحَ يَوْمَئِذٍ قَبْلَ وَقْتِهَا)(٤).
وجه الدلالة من الحديث:
أخبر ابن مسعود -وهو أكثر ملازمة لرسول الله- أنه ما رأى النبي عليه الصلاة والسلام يجمع بين صلاتين إلا بمزدلفة (٥).
نوقش من وجهين:
أ. في الحديث نفي، وفي أحاديث الجواز إثبات،؛ فتقدم لأن فيها زيادة علم (٦)، والقاعدة:"الإثبات يقدم على النفي"(٧).
(١) انظر: التعليق الممجد على موطأ محمد، أبو الحسنات (١/ ٥٧٢)، تحفة الأحوذي (١/ ٤٧٩). (٢) انظر: الحاوي (٢/ ٣٩٤). (٣) رواه الدارقطني في السنن، كتاب الصلاة، باب صفة الصلاة في السفر والجمع بين الصلاتين من غير عذر وصفة الصلاة في السفينة (٢/ ٢٤٧) (١٤٧٥)، وأبو يعلى الموصلي في مسنده (٥/ ١٣٦) (٢٧٥١)، وقال الدارقطني: "حنش هذا أبو علي الرحبي، متروك"، قال العقيلي في الضعفاء الكبير (١/ ٢٤٧): "لا أصل له". (٤) رواه النسائي في السنن، كتاب المواقيت، الجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة (١/ ٢٩١) (٦٠٨). قال الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي (٢/ ٢٥٢): "صحيح". (٥) انظر: شرح سنن النسائي، للأثيوبي (٧/ ٥٥٥). (٦) انظر: المجموع (٤/ ٣٧٣). (٧) العدة في أصول الفقه، لأبي يعلى (٣/ ١٠٣٦).