أجارة بيتينا أبوك غيور (١).
وما تعرّض لمعارضة الفحول إلاّ من عرّض نفسه لمحاولة الوحول، وعارض السمن بالنحول، والمخصب بالمحول (٢)، ومطلعها:
تذكر نجدا والمحب ذكور … فللشوق في الاحشاء منه زفير
غريم غرام منجد القلب متهم … عزيز الهوى فالدمع منه غزير
اذا ما رجا برد الصبابة بالصبا … تضرم منها في الفؤاد سعير
كئيب كأنّ العشق يعشق … قلبه فلا هجر إلاّ أن يكون نشور
أبى سمعه لوم اللوائم في الهوى … فما يضمر السلوان منه ضمير
ومنها:
وقائلة والعيس ترحل للسرى … أما دون مصر للرجاء مصير
فقلت لها والعين يسبق دمعها … مقالي اني بالرحيل جدير
الى ملك لم ينتج الدهر مثله … وتعقم من بعد الدهور دهور
أغير صلاح الدين في الارض يرتجى … جواد وهل يغني غناه أمير
الى الناصر الملك المكارم تعتزى … فتى ماله في الاكرمين نظير
فتى ماله للمعتفين وماله … به غير ذكر في البلاد يسير
ومنها ويذكر البلاد التي في طريقه:
اليك قطعنا كل أرض كأنها … صحائف تطوى والركاب سطور
أخذه من قول ابن صرّدرّ (٣).
صحائف ملقاة ونحن سطورها (١١٢ - ظ)
(١) -ديوان أبي نواس-ط. دار صادر بيروت:٣٢٧.
(٢) -يقال أرض محل، ومحله، ومحول، وممحلة اذا لحقها الجدب وانقطاع المطر-القاموس.
(٣) -هو علي بن الحسن بن علي البغدادي، شاعر مجيد، توفى سنة ٤٦٥ هـ / ١٠٧٣ م. الاعلام للزركلي.