وله، ونقلته من خطه:
لم أنس من لاقيتها … تهتز كالغصن الرطيب
مع كل خود كالمها … ة وكل فاتنة لعوب
يسلبن حبات العيون … لصيد حبات القلوب
وقد اعترتها خجلة … وبدا بها وله المريب
وأبدت (١) … إليّ مخضبا
وأظنه بدم الندوب
قالت لمن يختصّها … لسرائر القلب الكئيب
ها منيتي ومنيّتي … وطبيب إسعافي وطيبي
[أبو محمد الحلبي]
شاعر مجيد من أهل حلب، قرأت له أبياتا بخط اللطيف علي بن سنان السراج الحلبي في مجموع:
وأسيل الخد شاحبه … تركت عيناه بالفتن
تركت حماه وجنتّه … في اصفرار اللون تشبهني
وأرى خدّيه وردهما … ما جنى ذنبا فكيف جني
نهبا حتى كأنهما … ما حوت كفّا أبي الحسن
ذو جفون تشتكي أبدا … عثرات النقع بالوسن
ويد تندى ندى وردا … تجمع الضدين في قرن
(١٩٠ - و) قال: ومن منثور كلامه: خلص من سبك النقد خلوص الذهب من اللهب واللجين من يد القين والمدام من نسج الفدام (٢).
وقوله: أين السماك من السمك، والغرقد من الفرقد، والشراب من السراب.
(١) كتب ابن العديم في الهامش تحت علامة التصويب «أبدت».
(٢) الفدم: الغليظ الأحمق الجافي.