عليه إن حل بأرض الجومة (١) … فهي عليه سفرة مشؤومة
فسار لما جاءه رسولي … سير همام قائل فعول
لما اجتمعنا قال: قد صح الخبر … قلت له: ابشر فلك اليوم الظفر
قالوا لنا: قد نزلوا بمشحلا (٢) … قلت لهم: حل بهم منا البلا (٤٧ - ظ)
حتى إذا ما انتشرت خيل العدى … ونهبت بعض الضياع والقرى
سرنا وسيف (٣) … الله في عدوه
يفري ولا نفرق من نبوه
قال: اتبعوني قد رأيت الجنة … مفتوحة وعلقوا الأعنه
فقاتلوا بالحق أهل الباطل … والسيف في الأعداء خير فاصل
لما رأونا طلبوا منا الهرب … وسار في إثرهم سير الطلب
لم ترعيني مثل ما رأيت … هذا وقد قاسيت ما قاسيت
عشرين ألفا هلكت نفوسهم … وحملت في وقعة رؤوسهم
على دواب الروم والبغال … تقودها الأسرى من الرجال
فكانت الأسرى فويق الألف … ما فيهم متهم بضعف
ونهب الناس من الدواب … ومن سلاح الروم والثياب
ما ليس يحصى بالحساب والعدد … فكم فتى لله شكرا قد سجد
وعاد ثاني يومه الأمير … وما له ند ولا نظير
فالحمد لله على ما كان … فكم رأيت ظفرا عيانا
كم وقعة بالروم والأعراب … بني تميم وبني كلاب
ظفرت فيها بهم مرارا … وكلهم يلتمس الفرارا
كم قد قتلت وسبيت الأرمنا … والروم لكن ليس للروم فنا
(١) -كتب ابن العديم في الحاشية: الجومة كوره بين العمق وحلب.
(٢) -كتب ابن العديم في الحاشية: مشحلا قرية بناحية عزاز بينها وبين الجومة، وقد ذكرها في المزارات.
(٣) -كتب ابن العديم في الحاشية: أظنه يريد سيف الدولة.