ينحر في المنحر" أي كان ابن عمر رضي الله عنهما يحرص كل الحرص على أن ينحر هديه في الموضع الذي نحر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويواظب على ذلك ويداوم عليه كعادته رضي الله عنه في جميع الأماكن التي لها علاقة بالنبي - صلى الله عليه وسلم -. الحديث: أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي بألفاظ.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على مشروعية نحر الهدي في منحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى وهو مستحب لمن أمكنه ذلك، وليس بواجب لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " نحرت ها هنا ومنى كلها منحر " (٢). والمطابقة: في قوله: "كان ينحر في منحر النبي - صلى الله عليه وسلم -".
٥٤٣ - " باب نحر الإِبل مقيدة "
٦٣٥ - معنى الحديث: كما قال الراوي: " أن ابن عمر رضي الله عنهما رأى رجلاً أناخ بدنته " أي رأى رجلاً أقعد بعيره على الأرض لكي
(١) يجوز في " سنة " الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره هي سنة محمد - صلى الله عليه وسلم - ويجوز فيه النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره اتبع سنة محمد - صلى الله عليه وسلم - كما أفاده العيني. (٢) قال النووي في قوله - صلى الله عليه وسلم -: " نحرت ها هنا، ومنى كلها منحر فانحروا في رحالكم ووقفت ها هنا، وعرفة كلها موقف، ووقفت ها هنا وجَمْعٌ كلها موقف " في هذه الألفاظ بيان رفق النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - بأمّته، وشفقته عليهم " فإنه ذكر لهم الأكمل والجائز، فالأكمل موضع نحره ووقوفه، والجائز كل جزء من أجزاء منى للنحر، وكل جزء من أجزاء عرفات ومزدلفة للوقوف، قال الشافعي وأصحابه: أفضل موضع للحاج موضع نحر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى أو الأفضل في حق المعتمر في المروة. اهـ.