٦٧٩ - عَنْ سُفْيَانَ بن أبي زُهَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:"تُفْتَحُ اليَمَنُ، فَيَأتِي قَوْمٌ يَبُسُّونَ،
ــ
أي هذه هي المدينة الطيبة التي سماها الله طابة، كما في حديث جابر بن سمرة رضي الله عنهما " إن الله سمّى المدينة طابة " أخرجه مسلم، وذلك لطيب سكناها وطيب العيش بها. الحديث: أخرجه الشيخان.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على فضل المدينة وشرف أسمائها وتسميتها بأسماء كريمة ذات معان حميدة، ومن ذلك تسميتها طابة وطيبة (١) بتسكين الياء وطيبة - بتشديد الياء، وطائب ككاتب والطبة والمُطَيَّبة (٢) وبعض هذه الأسماء سماها الله بها. وما سميت بذلك إلاّ لوجود هذه الصفات فيها حقيقة. قال ابن بطال: من سكنها يجد من تربتها وحيطانها رائحة حسنة.
وَابْشِر فَفِي الخَبَرِ الصَحيع مُقَرَّر ... أنّ الإلهَ بِطَابَةٍ سَمّاهَا
والمطابقة: في قوله: " هذه طابة ".
٥٨٣ - " باب من رغب عن المدينة "
٦٧٩ - راوي الحديث: سفيان بن أبي زهير الشنوي، وقال بعضهم: النمري، وهو من أزْدِ شنوءة، له صحبة، روى حديثين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أفاده ابن عبد البر.
(١) " وفاء الوفاء " ج ١. (٢) وليس فيه ما يدل على أنها لا تسمى بغير ذلك، ولها أسماء كثرة، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، كما أفاده القسطلاني.