تفسير لقوله تعالى:{ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} .
قال ابن كثير:{وَالقَلَمِ} الظاهر أنه جنس القلم، الذي يكتب به، كقوله:{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ {٣} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} ، فهو قسم منه تعالى، وتنبيه لخلقه، على ما أنعم به عليهم، من تعليم الكتابة، التي بها تنال العلوم.
ولهذا قال:{وَمَا يَسطُرُونَ} قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة: يعني: وما يكتبون، وقال أبو الضحى: عن ابن عباس {وَمَا يَسطُرُونَ} أي: وما يعملون، وقال السدي:{وَمَا يَسطُرُونَ} يعني: الملائكة، وما تكتب من عمل العباد)) (٢) .
قوله:{فِي أُمِّ الْكِتِابِ} : جملة الكتاب وأصله)) .
قال ابن كثير:((قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتِابِ لَدَينَا لَعَلِيٌ حَكِيمُ} يبين شرفه، في الملأ الأعلى، ليشرفه ويعظمه، ويتبعه أهل الأرض، فقال تعالى:{وَإِنَّهُ} أي: القرآن: {فِي أُمِّ الْكِتِابِ} أي: اللوح المحفوظ، قاله ابن عباس، ومجاهد {لَدَينَا} أي: عندنا، قاله قتادة وغيره، {لَعَلِيٌ} أي: ذو مكانة عظيمة، وشرف، وفضل، قاله قتادة.
{حَكِيمٌ} أي: محكم، بريء من اللبس والزيغ، وهذا كله تنبيه على شرفه وفضله)) (٣) .
(١) المصدر نفسه (ص٤٤) . (٢) ((تفسير ابن كثير)) (٨/٢١٢-٢١٣) . (٣) المصدر المذكور (٧/٢٠٥) .