"قوله: "لا يرحم الله من لا يرحم الناس" في رواية لمسلم: "من لا يرحم الناس، لا يرحمه الله".
وعند الطبراني: "من لا يرحم من في الأرض، لا يرحمه من في السماء" ورواته ثقات.
ولأبي داود، والترمذي، والحاكم: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
وفي الطبري: "من لا يرحم المسلمين لم يرحمه الله" (٢) .
قلت: ومعنى هذه الروايات واحد، ففي هذه الأحاديث وأمثالها كثير، دليل على أن الرحمة صفة تقوم بمن يشاء الله من عباده، الذين يريد-جل وعلا- رحمتهم، وتتخلف عن الأشقياء، الذين لا يرحمهم الله -تعالى-.
وقد روى البخاري في " الأدب المفرد"، من حديث أبي هريرة، أن النبي-صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تنزع الرحمة إلا من شقي" (٣) .
وقد علم من دين الرسل، وكتب الله تعالى، أن الله متصف بالرحمة، وليست رحمته ثوابه وجزاءه، كما يقوله أهل التحريف والمؤولة، من الأشعرية وغيرهم.
(١) انظر: "أسد الغابة" (/٣٣٣) ، و"الاستيعاب" (١/٢٣٦) ، و"الإصابة" (١/٤٧٥) ، و"سير أعلام النبلاء" (٢/٥٣٠) . (٢) "الفتح" (١٠/٤٤٠) . (٣) انظر: "الأدب المفرد" (ص١٣٦) ، قال محققه: أخرجه الترمذي (٢٥) ، كتاب البر والصلة (١٦) بابك ما جاء في رحمة المسلمين، وأبو داود، كتاب الأدب (٥٨) ، باب في الرحمة، وأحمد في " المسند" رقم (٧٩٨٨، ٩٧٠٠، ٩٩٤١، ٩٩٤٦، ١٠٦٤) وغيرهم، وسنده صحيح.