هو من قول الله - عز وجل-: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً}(١)" (٢) ا. هـ.
قال البغوي:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} قال الكلبي، ومقاتل: استقر.
وقال أبو عبيدة: صعد".
ثم قال:" وأولت المعتزلة الاستواء بالاستيلاء، وأما أهل السنة، فيقولون: الاستواء على العرش صفة لله -تعالى- بلا كيف، يجب على العبد الإيمان به، ويكل العلم فيه إلى الله - عز وجل - "(٣) .
وقال البخاري:" حدثت عن يزيد بن هارون، قال: من زعم أن الرحمن على العرش استوى، على خلاف ما يقر في قلوب العامة، فهو جهمي"(٤) .
ومراده: أن الاستواء من الأمور الواضحة، التي يفهمها عامة المسلمين إذا كانوا من أهل اللغة العربية.
كما أن مراد البغوي في قوله:" ويكل العلم فيه إلى الله - عز وجل - ": علم الكيفية، وأما معناه في اللغة، فهو معلوم ظاهر، كما يأتي في كلام الإمام مالك، وشيخه ربيعة، وأم سلمة.
قال ابن جرير: الاستواء في كلام العرب يأتي على وجوه:
منها: انتهاء شباب الرجل، وقوته، فيقال إذا صار كذلك: قد استوى الرجل.
ومنها: استقامة ما كان فيه أود، من الأمور والأسباب، يقال منه: استوى لفلان أمره، إذا استقام بعد أود، ومنه قول الطرماح بن حكيم:
طال على رسم مهدد أبده وعفا واستوى به بلده
(١) الآية ٦٣ من سورة الفرقان. (٢) "التمهيد" (٧/١٣١، ١٣٢) . (٣) "تفسير البغوي" (٢/٢٣٧) . (٤) "خلق أفعال العباد " (ص١٢٧) مجموعة عقائد السلف.