لما كان الصحابة -رضي الله عنهم- هم أول الرواة للشريعة النبوية، وعنهم تلقاها الأمة احْتِيجَ إلى بيان حقيقة الصحابي وعدالته (١) وهذا ما سيتم بيانه بحول الله تعالى.
أولًا: معنى الصحابي لغة:
يطلق الصاحب في اللغة على معانٍ عدة:
• المقارنة والمقاربة: جاء في «معجم مقاييس اللغة»(٢): صَحِبَ الصاد والحاء والباء أصل واحد، يدل على مقارنة شيء ومقاربته من ذلك الصاحب، والجمع الصَّحْب، كما يقال راكبٌ ورَكْبٌ.
• المعاشر: جاء في «لسان العرب»(٣): صَحِبَه يَصْحَبُه صُحْبة، بالضم، وصَحابة، بالفتح، وَصَاحَبَهُ: يقال صاحبه إذا عاشره.
• الملازمة: يقال اسْتَصْحَبَ الرجل: دعاه إلى الصحبة؛ وكل ما لازم شيئا فقد اسْتَصْحَبَهُ.
• الحفظ والمنع: يقال: أَصْحَبَ الرجلَ واصْطَحَبه: حفظه. قال تعالى:{وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ}(٤) أي يمنعون. (٥)
ثانيًا: معنى الصحابي اصطلاحًا:
* عرفه الإمام البخاري -رحمه الله- بقوله: (من صحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو رآه من المسلمين، فهو من
(١) «إجابة السائل شرح بغية الآمل»، للأمير الصنعاني، (ص: ١٢٨) (٢) انظر: (٣/ ٣٣٥)، مادة (صحب). (٣) انظر: (١/ ٥٢١، ٥١٩)، مادة (صحب). (٤) [سورة الأنبياء: ٤٣] (٥) قاله ابن عباس -رضي الله عنه- «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي، (١١/ ٢٩١)