وجه الدلالة: أن عليًّا -رضي الله عنه- أرسل اليهم رجلًا عالمًا بليغًا حكيمًا وهوحبر الأمة وترجمان القران ابن عباس -رضي الله عنه- فرجع منهم أربعة الاف وأصر البقية على المخالفة فقاتلهم علي -رضي الله عنه- فدل على أنه يجب علية الإرسال أولًا فإن امتثلوا فنعم وإلا فيقاتلهم. (١)
* * *
[المطلب السادس عشر: عزل الامام لنفسه.]
* قال المرداوي -رحمه الله-: (وهل لهم عزله؟ إن كان بسؤاله، فحكمه حكم عزل نفسه، وإن كان بغير سؤاله، لم يجز، بغير خلاف. ذكره القاضي وغيره)(٢)
* وقال البهوتي -رحمه الله-: (ولهم أي أهل الحل والعقد عزله إن سأل العزل لقول أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- (أقيلوني أقيلوني) قالوا لا نقيلك) (٣)
واستدلوا بقول الصحابي:
عن أبي الجحاف (٤) قال: ((لما بويع أبو بكر، فبايعه علي وأصحابه، قام ثلاثًا يستقبل الناس يقول: أيها الناس، قد أقلتكم بيعتكم، هل من كاره؟ قال: فيقوم علي في أوائل الناس فيقول: والله لا نُقيلُكَ، ولا نَستَقيلُكَ أبدًا، قدمك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تصلي بالناس، فمن ذا يؤخرك؟)) (٥)
وجه الدلالة: أن الأمام له أن يعزل نفسه اذا شاء ومتى شاء لقول أبي بكر -رضي الله عنه- أقيلوني.
(١) انظر: «السلسبيل»، للبليهي، (٣/ ٩٥١) (٢) «الإنصاف» (٢٧/ ٥٨) (٣) «كشاف القناع» (١٤/ ٢٠٥) (٤) هو: داود بن أبي عوف واسمه سويد التميمي البرجمي مولاهم أبو الجحاف الكوفي.، روى عن: عاصم بن بهدلة، وعامر الشعبي،، وعنه: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، قال أحمد بن حنبل: (صالح الحديث.)، توفي مابين (١٣١ هـ -١٤٠ هـ) تهذيب الكمال» (٤/ ٥١٢) «تاريخ الإسلام» (٣/ ٧٦٣) (٥) أخرجه أحمد في «فضائل الصحابة»، (١/ ١٣١) رقم (١٠١) من طريق عبد الله قال: حدثني عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن القرشي قثنا علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن أبي الجحاف … ، وأبو بكر الخلال في «السنة»، (٢/ ٣٠٤) رقم (٣٧٢)، عبد الله بن عمر = قال ابن حجر -رحمه الله- في «التقريب» (صدوق فيه تشيع) (ص ٣١٥)، علي بن هاشم بن البريد= قال ابن حجر -رحمه الله- في «التقريب» (صدوق يتشيع) (ص ٤٠٦)، أبيه هاشم بن البريد= قال ابن حجر -رحمه الله- في «التقريب» (ثقة إلا أنه رمي بالتشيع) (ص ٥٧٠)، أبي الجحاف= قال ابن حجر -رضي الله عنه- في «التقريب»: (صدوق شيعي ربما أخطأ) (ص ١٩٩)