قراءة أبي حيوة:"فِي الْحَفِرَة١"، بفتح الحاء، وكسر الفاء بغير ألف.
قال أبو الفتح: وجه ذلك أن يكون أراد "الحافرة"، كقراءة الجماعة، فحذف الألف تخفيفا، كما قال:
إلا عرادا عردا٢
أي: عاردا، وقد ذكرناه.
وفيه وجه آخر ذو صنعة، وهو أنهم قد قالوا: حفرت أسنانه: إذا ركبها الوسخ من ظاهرها وباطنها. فقد يجوز أن يكون أراد الأرض الحفرة، أي: المنتنة؛ لفسادها بأخباثها، وبأجسام الموتى فيها. وعليه فسروا قراءة من قرأ:" صَلَلْنا فِي الْأَرْض٣" من النتن، ورواها أحمد ابن يحيى:"صَلِلنا"، بكسر اللام.
ومن ذلك قراءة الحسن وعمرو بن عبيد:"وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا٤"، بالرفع.
قال أبو الفتح: هذا كقراءة عبد الله بن الزبير وأبان بن عثمان: "وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا"، وقد ذكرناه هناك٥.
١ سورة النازعات: ١٠. ٢ انظر الصفحة ١٧١ من الجزء الأول. ٣ من قوله تعالى في سورة السجدة: "١٠" {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ} . و"صللنا" بالصاد مروية عن الحسن، كما في الاتحاف: ٢١٦. ٤ سورة النازعات: ٣٢. ٥ انظر الصفحة ٣٣٤ من هذا الجزء.