إن شئت على ما جاء من المصادر على فَعُول -بفتح الفاء- على ما فيه من خلاف أبي بكر فيه، وقد بيناه فيما مضى من هذا الكتاب٢ وغيره.
وإن شئت: أراد وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ بِدَاحِرٍ، أو بِما يَدْحَرُ، وهذا كأنه الثاني من الوجهين، لما فيه من حذف حرف الجر وإرادته. وأكثر ما يأتي في الشعر، كما قال:
نُغَالِي اللَّحْمَ لِلأضْيافِ نِيئًا ... ونُرْخِصُه إذا نَضِجَ القَدِيرُ٣
أي: باللحم، ومثله {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ} ٤ أي: أعلم به، فيمن قدر ذلك.
ومن ذلك قراءة ابن عباس وأبي سراج وابن أبي عمار عبد الرحمن -ويقال عمار بن أبي عمار- وأبي عمرو - بخلاف- وابن محيصن:"هَلْ أَنْتُمْ مُطْلِعُونَ فَأُطْلِعَ"٥.
قال أبو الفتح: يقال طَلَع: إذا بدا، وأطْلَعَ: أقْبَلَ. فهو على هذا: هل أنتم مقبلون.
١ سورة الصافات:٩. ٢ انظر الصفحة ٦٣ من الجزء الأول. ٣ غالى بالشيء: اشتراه بثمن غال. والقدير: ما يطبخ في القدور، وفي الأصل القدور مكان القدير، وهو تحريف. وانظر اللسان "غلا". ٤ سورة الأنعام: ١١٧. ٥ من قوله تعالى: {قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُون، فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} . [سورة الصافات: ٥٤، ٥٥] وفي البحر "٧، ٣٦١": "فَأُطْلِعَ"، بضم الهمزة، وسكون الطاء، وكسر اللام، فعلا ماضيا مبنيا للمفعول.