قال أبو الفتح: معنى الملقيات، بتشديد القاف: الموصلات له إلى
المخاطبين به، كقولك: لقيته الرمح، ولقيته سوء عمله.
وأما الملقيات"، بتخفيف القاف فكأنه الحاملات له، والطارحات له، ليأخذه من خوطب به. وهذا كقول الله تعالى:{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ، لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ٢} ، كقوله:{وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ٣} ، ونحو ذلك.
ومن ذلك قراءة أبي جعفر: "وُقِتَتْ٤"، بواو، خفيفة القاف.
وقراءة الحسن: "وُوقِتَتْ
"، بواوين: الأولى مضمومة، والثانية ساكنة.
قال أبو الفتح: أما "وُقِتَتْ" خفيفة، ففعلت، من الوقت كقوله تعالى:{كِتَابًا مَوْقُوتًا ٥} ، فهذا من وقت.
وأما "ووقتت" فكقولك: عوهدت [١٦٣ظ] عليه، وووفقت عليه، وكلاهما من الوقت. ويجوز أن تهمز هاتان الواوان، فيقال: أقتت، كما قرءوا: "أقتت"، بالتشديد، وأوقتت، فتكون بلفظ أفعلت، وبمعنى فوعلت.
١ سورة المرسلات: ٥. ٢ سورة الغاشية: ٢١، ٢٢. ٣ سورة النور: ٥٤. ٤ سورة المرسلات: ١١. ٥ سورة النساء: ١٠٣.