قد ذكرنا ما في ذُرِّيَّة١ وذَرِّيَّة وذِرِّيَّة فما مضى من الكتاب٢.
ومن ذلك قراءة ابن عباس ونصر بن عاصم وجابر بن يزيد٣:"لَتُفْسَدُنَّ٤"، بضم التاء، وفتح السين. وقرأ:"لَتَفْسُدُنَّ"، بفتح التاء، وضم السين والدال -الفعل لهم- عيسى الثقفي.
قال أبو الفتح: إحدى هاتين القراءتين شاهدة للأخرى؛ لأنهم إذا أفسدوا فقد فسدوا.
ومن ذلك قراءة علي بن أبي طالب "رضي الله عنه": "عَبيدًا لنا٥".
قال أبو الفتح: أكثر اللغة أن تستعمل العبيد للناس والعباد لله. قال تعالى:{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ٦} ، وقال تعالى:{يَا عِبَادِ فَاتَّقُون ٧} ، وهو كثير. وقال:{وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٨} . ومن أبيات الكتاب:
بما جمَّعْتَ من حضَنٍ وعمرو ... وما حضَنٌ وعمرو والحِيادا٩؟
١ سورة الإسراء: ٣. ٢ انظر الصفحة "١٥٦" وما بعدها من الجزء الأول. ٣ هو جابر بن يزيد بن الحارث بن عبد يغوث الجعفي أبو عبد الله، ويقال: أبو يزيد الكوفي، روى عن أبي الطفيل وعكرمة وعطاء وجماعة، وروى عنه شعبة والثوري وإسرائيل وغيرهم. وكان متهما بالكذب والقول بالرجعة مات سنة ١٢٨، وقيل غير ذلك. تهذيب التهذيب: ٢: ٤٦ وما بعدها. ٤ سورة الإسراء: ٤. ٥ سورة الإسراء: ٥. ٦ سورة الحجر: ٤٢. ٧ سورة الزمر: ١٦. ٨ سورة فصلت: ٤٦. ٩ الأشابات: الأخلاط. وهو منصوب على الذم، أو مجرور بدلا من "قومك" وحضن وعمرو قبيلتان. الكتاب: ١: ١٥٣.